العدد 421 -

السنة السادسة والثلاثون، صفر 1443هـ ، أيلول 2021م

الإسلام يمكن أن يكون بوابة لرؤية عالمية أكثر ديمقراطية وتعددية

في مقال له بموقع (ميدل إيست آي) قال الدكتور آلان غابون، الأستاذ المشارك في الدراسات الفرنسية ورئيس قسم اللغات الأجنبية وآدابها في جامعة فيرجينيا بالولايات المتحدة الأمريكية إنه – وعلى عكس الخطاب السائد – يمكن للحركات الإسلامية تعزيزُ المشاركة المدنية، ونزعُ فتيل إغراءات «التطرف»، والمساعدةُ في اندماج المسلمين في الغرب، وتشكيل نظم مدنية ديمقراطية في الدول ذات الأغلبية المسلمة. ونقل عن الفيلسوف البارز جاك رانسيير بأن عدم التمييز بين الحركات الإسلامية تؤدي إلى نتائج عكسية بشكل عميق، وأوضح أن الحركات الإسلامية ليست متجانسة، وليست جميعها ضد الديمقراطية، بل متنوعة والاختلافات بينها كبيرة لدرجة أنه لا يمكن التوفيق بينها، وأن تجاهل ذلك خاطئ. وأورد مثالًا على ذلك بالاختلاف بين «تنظيم الدولة الإسلامية» و»حركة النهضة التونسية» قائلًا إن الفجوة بين الاثنين شاسعة لا يمكن التوفيق بينهما حتى لو كان كلاهما «إسلاميًا». ونسب إلى جوسلين سيزاري، إحدى أكبر الأكاديميين بشأن الإسلام في العالم، قولها إن القول إن الإسلام يؤدي إلى العنف والتطرف هو رواية زائفة، مؤكدة أنه في ظل ظروف معينة، يمكن أن يكون الإسلام بوابة إلى رؤية عالمية أكثر ديمقراطية وتعدُّدية. كما نقل عن كليمنتين لاروك قولها إنها بمجرد وصولها إلى السلطة، تميل الأحزاب أو الحركات الإسلامية إلى الاعتدال بل حتى إصلاح نفسها، مع السعي للابتعاد عن الجماعات الأكثر راديكالية، وخاصة «الجهاديين». وقال إن كبار الخبراء الآخرين في الإسلام، بمن فيهم جون إل إسبوزيتو، الباحث الرائد عالميًا في هذا الموضوع، أظهر أن البحث الحقيقي عن العدالة الاجتماعية والاقتصادية والسياسية يقع في قلب المشروع الإسلامي، وأضاف غابون أن العديد من حالات الإسلاميين في السلطة تظهر أنهم إذا أتيحت لهم الفرصة فهم مستعدون تمامًا للعيش وفقًا للقواعد الديمقراطية. فحركة النهضة في تونس يمكن لسلوكها أن يعلّم دروسًا في الروح المدنية والسلوك الديمقراطي للأحزاب الغربية. وحزب العدالة والتنمية الإسلامي الحاكم في تركيا يعتبر نموذجًا للسلوك الديمقراطي، ومثال آخر مهم يذكره غابون، هو مصر في عهد الرئيس الراحل محمد مرسي والإخوان المسلمين. فربما كانت فترة ولايتهم موجزة؛ لكنها تميزت بتوسع جوهري ونوعي في الديمقراطية. وختم غابون مقاله بالقول إن التشهير الشامل والفاضح بـ»الإسلامية» والإسلام السياسي، يتجاهل عن عمد وجود اتجاهات إسلامية ديمقراطية.

الوعي: إن محاولات الغرب لا تفتر في الكيد للإسلام، والعمل على دمقرطته، ودمج المسلمين في مفاهيم الحياة الغربية، وجعل الإسلام روحيًا فحسب بإبعاد الجانب السياسي عنه… هذه المحاولات تتخذ من حركات الاعتدال الإسلامية لتكون واسطتها في تحقيق اختراق لها في هذا المضمار.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *