العدد 240 -

العدد 240 – السنة الواحدة والعشرون، محرم 1428هـ، الموافق شباط 2007 م

العميل مخلب قط للعدو

العميل مخلب قط للعدو

 

تعرّضت قبرص إلى التقسيم في أعقاب تآمر وصراع دولي في القرن الماضي، وأصبحت مثلاً تُقاسُ به المناطق الساخنة التي تتعرض إلى ما تعرضت له قبرص، وحينما اشتعلت الحرب داخل لبنان عام 1975م ضمن صراع دولي معروف قيل حينها أن لبنان يتعرض للقبْرصة، وحينما اشتعلت النار في العراق الغالي قال المعلّقون إن البلد يتعرض إلى اللبننة، وحينما عاد الصراع السياسي إلى لبنان مرة أخرى بعيد الاغتيالات والانقسامات قالوا إن لبنان يتعرض للعَرْقَنة (نسبة إلى ما يجري في العراق).

وحينما ضاعت فلسطين بعد تآمر بريطانيا ودول مستعمرة أخرى مع اليهود، وبالاستعانة مع بعض الأنظمة العربية حينها، أصبحت فلسطين مثلاً لضياع الحقوق وضياع البلدان، فقيل تعليقاً على احتلال بلد ما: سيضيع كما ضاعت فلسطين، ومنذ عام 1948م والمنابر تصدح بأصوات المنادين بتحرير فلسطين وتبتهل بالدعاء إلى الله أن ينصر المسلمين في فلسطين، ثم أُضيف إلى الدُّعاء كشمير، ثم الجزائر قبل خروج الاحتلال الفرنسي، وأُضيفت الشيشان، والبوسنة، وكوسوفا، وأفغانستان، والعراق، والصومال، وجنوب السودان، وجنوب لبنان… والقافلة طويلة، لا يعلم إلا الله سبحانه متى تتوقف؟ طالما بقي هؤلاء الحاكمون في سدة السلطة، وبقيت الأمة مشتتة ممزقة، وطالما بقي الإسلام مغيباً عن السلطة والمجتمع، وبقيت بلاد المسلمين ساحة مفتوحة للصراع الدولي، وكأنها بيت بلا سقف، وأرض بلا مالكين.

لقد تجرأ الأعداء على أمتنا حينما وجدوا جيشاً كبيراً من العملاء والمرتزقة يتسابقون في خدمتهم، ويتفانون في تنفيذ مخططاتهم المدمِّرة، ومن هنا يدرك كل عاقل في الأمة خطورة أن يكون المسلم عميلاً في العراق، أو في أفغانستان أو في لبنان، أو في فلسطين، إن العمالة قذرة كقذارة الخيانة، ويجب أن لا يستهين أحد بوصف «العمالة» فالعميل مخلب قط للعدو!!

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *