العدد 406 -

السنة الخامسة والثلاثون، ذو القعدة 1441هـ الموافق تموز 2020م

«العالم كما هو»: كتاب يتحدث عن رؤية الرئيس الأمريكي أوباما للعرب

نشر بن رودس الذي عمل نائبًا لمستشار الأمن القومي للتواصل الاستراتيجي في عهد أوباما وكاتب خطبه، وكان مسؤول الملف السوري ثم الإيراني، نشر كتابًا سمّاه «العالم كما هو: مذكرات البيت الأبيض في عصر أوباما» وقال فيه: «إن الرئيس باراك أوباما يكره العرب في شكل غريب، وكان دائمًا يردّد أمام مستشاريه أن العرب ليس عندهم مبدأ أو حضارة، وأنهم متخلفون وبدو… وفي المقابل، كان يتحدث عن إيران بود ظاهر وبإعجاب شديد بحضارتها»، وذكر أن «الرئيس أوباما بدأ يتواصل مع إيران منذ 0102 للتوصل إلى اتفاق بشأن طموحاتها النووية، فعرضت إيران على إدارته التوقف عن الأنشطة النووية لمدة عشرة سنوات مقابل رفع العقوبات عنها وإطلاق يدها في الشرق العربي كله… وهذا ما حصل في النهاية». وأكد الكتاب أن إيران، ومنذ رفع العقوبات عنها، حصلت على مداخيل تزيد عن أربعمائة مليار دولار، ذهب منها ما يزيد على مائة مليار دولار لدعم تمددها في سوريا والعراق واليمن ولبنان وأفريقيا ودول المغرب. ومن اللافت جدًا الفقرة التي تناول فيها «بن رودس» في هذا الكتاب انتخابات سنة 3102 في العراق التي فاز فيها أياد علاوي؛ ما أزعج الإيرانيين كثيرًا فهددوا بوقف المفاوضات السرية إذا ما صار علاوي رئيسًا للوزراء في العراق، وطلبت من أوباما بكل صراحة ووضوح أن يسهل ويدعم وصول المالكي إلى الحكم… وهذا ما كان. وقال «بن رودس» إن المالكي هو من أعطى الأمر بفتح السجون لكي يهرب عملاء إيران من تنظيم «القاعدة» الذين أسندت لهم مهمة تأسيس «داعش». وأن المالكي هو من أمر الجيش بالهروب من الموصل عمدًا وترك العتاد العسكري، الذي تزيد قيمته على عشرين مليار دولا،. وتقصّد إبقاء مبلغ ستمائة مليون دولار في فرع البنك المركزي في الموصل، وبهذا ساهم في إدخال ستمائة عنصر من داعش إليها في عام 4102؛ لكي يبدأ مسلسل داعش وإيران، وتتحرك الأمور وفق ما يشتهيه حكام طهران. وقد أكد أن أوباما كان على علم بأن إيران هي من يحرك «داعش»، وكان يغض الطرف عن ذلك؛ لأنه كان يريد أن يختم عهده باتفاق يمنع إيران من الحصول على سلاح نووي بأي ثمن… وهذا ما حصل في عام 5102. وعن الضربة الكيماوية للغوطة في 3102، يشير إلى أن أوباما استعمل «الخط الأحمر» ليس لكي يحمي السوريين من بطش النظام وحلفائه، بل لكي تكون ورقة ضغط على إيران يستخدمها عندما تهدد إيران بوقف المفاوضات السرية. وهذا ما كان.

الوعي: يفهم من كلام الكاتب بشكل واضح أن سياسة أمريكا وإيران في المنطقة واحدة… ولكنه يصور بشكل ساذج أن إيران هي التي كانت تتحكم بأوباما عندما ضغطت عليه ليغير نتائج الانتخابات ويبعد علاوي ويأتي بالمالكي الذي نفذ مخططها هي وليس مخطط أمريكا بولادة داعش. وانها كانت تحرك داعش وكان أوباما يغض الطرف عن ذلك… إن هذا الكتاب يبين أن إيران هي خنجر أمريكي مسموم في جسد المسلمين في المنطقة.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *