العدد التاسع -

السنة الاولى، العدد التاسع، جمادى الآخرة 1408هـ، الموافق شباط 1988م

بريد الوعي : الحضارة والأشكال المدنية , من ارض السودان

 جانب حضرات إخواني الطلاب المحترمين, تحية عطرة أكتبها إليكم بروح الإسلام. بارك الله فيكم، وأعانكم على هذه الخطوة الجريئة الميمونة في هذه الظروف الصعبة على المسلمين لكن الأمل به سبحانه وتعالى وقد قال: (وَلَا تَهِنُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ) صدق الله العظيم.

إخواني الأعزاء, أحب لو توضحون في مجلتكم الغرّاء ما هو الفرق بين الحضارة وبين الأشكال المدنية, لأن المسلمين والطلاب قد تاهوا وضاعوا ولم يفرّقوا ما بين هذه وتلك, ولأن هذه الأشكال المدنية والاختراعات والفساد والاختلاط والفسق والضلال وما إلى ذلك قد خُلط بينها, فأصبح المسلمون لا يفرّقون. فان ركبوا سيارة قالوا هذه حضارة, أو لبسوا ثوباً جديداً قالوا هذه حضارة, وإذا الطب تقدّم, أو ركّبت أدوية جديدة قالوا نحن بدون نفع لأن الغرب هو المصنِّع, وبدون الغرب نحن بدون فائدة لأننا أمّة مُختلِّفة وبحاجة لسنين حتى نتقدّم. لم يعلموا أن الحضارة بمفهوم المسلم هي وجهة نظره, الإسلام, أوامر الله ونواهيه والحكم بما أنزل الله, إن كان عقيدة أو سياسة أو اقتصاداً أو كل ما أمر الله به أو نهى عنه فهذه هي الحضارة, أمّا ما عدا ذلك كالعلوم والصناعة والاختراعات والاكتشافات فليست إلا أشكالاً مدنية.

أرجو أن تدرسوا رسالتي المتواضعة, وتبيِّنوا للناس كيف أن الكافر المستعمر ضلَّلهم, وزوَّر المفاهيم حتى قلب الأبيض إلى أسود, والهدى إلى ضلال, وأتمنى أن تهتموا برسالتي هذه لأنها مهمَّة للشباب الطالع المسلم, وبهذه المعرفة منكم قد يجعلهم يهتدون للحق, لأن الكتب المدرسية الضالة التي يدرسونها من تاريخ وحضارة وثقافة, قد شوهت أفكارهم.

فأرجو يا إخوتي أن تبيّنوا لهم الحقيقة حتى ينقى الزيف من الحق ولكم الأجر والثواب.   

أخوكم كامل

طرابلس الشام – لبنان

“الوعي”:

نقدر للأخ كامل غيرته على الإسلام,

ونشكره على رسالته التي لفتت نظرنا

لموضوع يعتبر من أهم المواضيع

 

من أرض السودان

 

الصلاة والسلام على رسول الهدى ومن اتبع سنته وقام على استئناف دولته ودعوته.

إخوتي في الإسلام محرَّري مجلة “الوعي”، زادكم الله وعياً. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد…

قد منّ الله علي بالإطلاع عليَّ عددين من مجلتكم الموقَّرة, وحمدت الله حمداً كثيراً أنه يوجد في الكون من يطرح القلم الإسلامي الصحيح الواضح المحدَّد في عصر اختلط فيه الحقّ بالباطل, وأنه يوجد في أمّة الإسلام من قد عرف قضيته الكبرى في هذه الدنيا بعد ما وصل إليه واقع المسلمين اليوم من إزالة دولتهم, دولة الخلافة.

إليكم إخوة الإسلام التحية والاحترام, ومعاً على طريق الحقّ والجهاد إن شاء الله.

 من أرض السودان, إخوة الإسلام, أرسل لكم بهذه الرسالة شاددة من أزركم ومحيّية لسيادتكم, سائلة الحقّ عزّ وجلّ أن يوفقكم لنشر الوعي بين المسلمين حتى يقفوا على قضيتهم, ويعوها, ويقيموا دولتهم التي هي دولتنا جميعاً إن شاء الله.

كما أريد لفت انتباهكم إخوة الإسلام أن تتناولوا قضايا الساعة التي تهم المسلمين جميعاً. والتي قد أضحت غير واضحة في أذهان المسلمين مثل ما يسمّى بقضية فلسطين, الحرب العراقية – الإيرانية وغيرها, والإيضاح للمسلمين أن هذه قضايا تهمّ المسلمين جميعاً وغير ذلك مما يتطلّبه واقع المشكلة وأنا إن شاء الله في هذه الرسالة وما تليها من رسائل سوف أحاول قدر جهدي إلقاء الضوء على بعض المسائل التي غفل عنها المسلمون, أو التي فهموها فهماً خاطئاً, وذلك حتى نتكاتف معاً على نشر مفاهيم الإسلام إذا سمحتم لي بهذا، لأن هذا فيه المشاركة في الثواب من عند الله سبحانه ونسأل الله أن يرضى عنا وعنكم…

 

أختكم في الإسلام

إشراقه أحمد

جامعة أم درمان الإسلامية – السودان

“الوعي”: نحيط الأخت علماً بأن “الوعي” ترحب بجميع كتاباتها، شاكرين لها اهتمامها ونلفت نظرها إلى ضرورة كتابة أبحاث كاملة, وليس مجرّد رؤوس أقلام حتى تكون صالحة للنشر وتؤدي الغرض المطلوب.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *