العدد التاسع -

السنة الاولى، العدد التاسع، جمادى الآخرة 1408هـ، الموافق شباط 1988م

كتاب الشهر: تفسير سورة النور

الكاتب: تفسير سورة النور.

المؤلف: الدكتور محمد علي الحسن, وعبد الرحيم فارس أبو علبة.

الناشر: دار الأرقم – عمان /1408 هجري

312 صفحة من الحجم الكبير.

كتب عمر بن الخطاب رضي الله عنه إلى أهل الكوفة يقول: علّموا نساءكم سورة النور.

يعتبر هذا الكتاب تجربة جديدة في تفسير القرآن الكريم, اعتمد فيه المؤلفان أسلوباً جديداً ذكراه في مقدمة الكتاب, ويقوم على ما يلي:

أولاً: تفسير بالقرآن بالقرآن أولاً وبالسنّة ثانياً, ثم بالرأي القائم على فهم منطوق ومفهوم النص باللغة العربية والمعارف الشرعيّة. أما المنطوق فدلالة اللفظ, وأما المفهوم فهو دلالة المعنى.

ثانياً: تبنّي رأي واحد في تفسير الآيات, لتخليص طالبي الأحكام الشرعية من عناء أقوال المفسّرين والمجتهدين الكثيرة, والتي تتناقض وتختلف كثيراً فيما بينها, بحيث يبتعد القارئ عن دوامة الآراء الكثيرة.

ثالثاً: تحرّي أقوى الأدلة حسب فهم المؤلفين, وتقصّي الأحاديث الصحيحة, وخاصّة ما كان في صحيحي مسلم والبخاري. أما الأحاديث الضعيفة فقد أهملها المؤلفان, ولو جاءت عن طريق كثيرة (وكلها ضعيفة). فالضعيف مع الضعيف لا يزيده إلا ضعفاً, “فصفر زائداً مليون صفر تساوي صفراً, وكذلك حديث ضعيف زائداً مليون حديث تساوي حديثاً ضعيفاً“.  

رابعاً: التركيز على الأدلة في جميع الأحكام, وجمعها في الموضوع الواحد من القرآن والسنة, واستنباط ما غلب على الظن أنه الصواب, بعيداً عن التقليد والفتاوى الأخرى, وذلك لتمكين القارئ وطالب الحكم الشرعي من  أن يأخذ الحكم الشرعي مع دليله.

خامساً: الاستئناس بأقوال علماء التفسير, وبأقوال الصحابة والتابعين وأقوال الفقهاء وأهل الحديث وغيرهم مع عدم الاعتماد عليها وعدم استنباط أي حكم منها لأن مصادر التفسير, برأي المؤلفين, هي القرآن  والسنّة وما كان قائماً على فهم النص باللغة العربية والمعارف الشرعية فقط.

وقد سار المؤلفان في ذلك على خطى الشوكاني رحمه الله في تفسير القرآن الكريم, من ترك الاعتماد على أقوال علماء التفسير والصحابة والتابعين وغيرهم, وكما يقول: “هم رجال ونحن رجال, وباب الاجتهاد مفتوح لا يغلق ليوم القيامة, والقرآن الكريم خطاب لهم ولنا ولكل البشرية على مدى السنين والأيام وحتى يرث الله الأرض ومن عليها“.

سادساً: عدم الالتفات مطلقاً إلى الإسرائيليات في التفسير.

سابعاً: الاستفادة من أخطاء الأوائل وتجنّبها, والوقوف على المنطوق والمفهوم فقط دون تحميل النصوص ما لا تحتمل كما فعل بعض المفسرين لأسباب لا يسعنا ذكرها.

ثامناً: تقديم الحقيقة الشرعية ثم العرفية ثم اللغوية.

تاسعاً: بذل الجهد للجمع بين الأدلة لإعمالها كلها دون إهمال أي منها.

ويلفت المؤلفان نظر القرّاء إلى أن “المباح هو جاء الدليل الشرعي على التخيير فيه بين الفعل أو الترك“, ولم يعمدا إلى ما عمد إليه البعض من تحريم المباح أو جعله مكروهاً لأمور عقلية, أو لدفع مفسدة ربما تحصل. كما لم يراع المؤلفان مشاعر العوّام الخاطئة والمبينة على الجهل.

و “يصلح هذا التفسير أن يكون دستوراً للمرأة والرجل للسير عليه في حياتنا الحاضرة بخصوص علاقاتهما ببعضهما في كل من الحياة الخاصة والعامّة, لأن سورة النور تحوي معظم العلاقات بين الرجل والمرأة “. وقد حاول المؤلفان حشد الأحكام بأدلتها لتوضيح هذه العلاقة.

وقد أحببنا أن نشير إلى هذا الكتاب لأنه يشكّل منحى جديداً في التفسير, ويبقى للقارئ الرجوع إلى مضمونه والحكم على ما جاء فيه.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *