العدد التاسع -

السنة الاولى، العدد التاسع، جمادى الآخرة 1408هـ، الموافق شباط 1988م

الخلافة أو الإمامة

أخي القارئ،

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

يقول الله تعالى في كتابه العزيز (وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا).

 

وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «تكون النبوة فيكم ما شاء الله أن تكون، ثم يرفعها الله إذا شاء أنّ يرفعها. ثم تكون مُلكاً عاضاً, فيكون ما شاء الله أن يكون، ثم يرفعها إذا شاء الله أن يرفعها. ثم تكون ملكاً جبريَّاً, فيكون ما شاء الله أن يكون, ثم يرفعها إذا شاء أن يرفعها ثم تكون خلافة على منهاج النبوة», ثم سكت. (رواه أحمد والبزار والطبراني).

 

وروى أبو هريرة رضي الله عنه أنه عليه الصلاة والسلام قال: «كانت بنو إسرائيل تسوسهم الأنبياء, كلَّما هلك نبيّ خلفه نبي، وإنه لا نبيّ بعدي، وستكون خلفاء فتكثر…» (رواه مسلم).

 

وروي عن أبي سعيد الخدري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «إذا بويع لخليفتين فاقتلوا الآخر منهما».

فالخلافة هي نظام الحكم في الإسلام: وحي من الله وشرعة الذي أوحاه لنبيّه عليه الصلاة والسلام. والخليفة وحده هو الحاكم الشرعي الذي يدين له المسلمون جميعاً في الدنيا بالطاعة.

 

أما في أيامنا الحاضرة, فقد أقصيت هذه اللفظة عن التداول. فمنذ زوال الخلافة بسقوط آخر خليفة عثماني عام 1924, والكل يحرص في جميع البلاد الإسلامية على الابتعاد عن هذه اللفظة ومدلولها. وقد أصبحت اليوم هذه اللفظة ترمز إلى منحى بعيد فيما يسمّيه الغربيون «التطرّف والراديكالية».

 

 وحتى العاملون للإسلام، أصبحوا يتجاوزون هذه اللفظة مع أنَّها تعبِّر عن نظام الحكم في الإسلام ومع أن النصوص الشرعيّة إنما سمت الحاكم الشرعي: خليفة.

 

فلماذا هذا التجاوز … ولماذا هذا الحياء؟1

رئيس التحرير

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *