العدد 325 -

السنة الثامنة والعشرون صفر 1435هـ – كانون الأول 2013م

كيف يكون الصلح والإصلاح في مصر؟

كيف يكون الصلح والإصلاح في مصر؟

ورد سؤال للعالم الجليل أمير حزب التحرير الشيخ عطاء أبو الرشتة يستفسر حول سبب عدم تدخل الحزب في وساطة أو صلح أو إصلاح بين الفريقين المختلفين في مصر؟ وقد طرح الشيخ الفاضل إجابة مفصلة شافية ووافية لطريقة الحل، نشرت في موقعه على الشبكة العنكبوتية، كما انفردت مجلة «العرب الآن» بعرضها كاملة على صفحاتها، نستخلص منها فيما يلي الخطوط العريضة لرؤية الحزب لواقع الصلح المفروض إجراؤه لِتَسلمَ مصرُ لأهلها وأمتها.

أولاً: إن الصلح والإصلاح يجب أن يكون احتكاماً للشرع وليس احتكاماً لغيره، فلا يصح الصلح والإصلاح إذا أحل حراماً أو حرم حلالاً. وقد تدبرنا أمر الفريقين، فلم نجدهم يختصمون في الحكم بشرع الله، كأن يكون فريق يحكم به، وفريق لا يحكم به، بل كلاهما لم يحكم به لا في النظام السابق ولا اللاحق! ولم نجدهم يختصمون في دستور من أحكام الشرع، بل هو دستور وضعي كان باطلاً في الحكم السابق، وأشد بطلاناً في الحكم الحالي!؟

ثانياً: إننا ندرك أن أهل مصر، كنانة الله في أرضه، لن ينالوا خيراً ولا أمناً أو سلاماً ما دام أحد الفريقين يدفع الجيش ليتخذ من مصر ساحة حرب بدل أن يتخذ من أرض العدو ساحة حرب… والفريق الآخر يدفع الناس ليتخذوا من شوارع مصر ساحة صراع للفوز بحكم وضعي باطل بدل أن يجعل شوارع مصر ساحة صدعٍ بنظام الخلافة العادل.

ثالثاً: نظرنا في الفريقين فرأيناهم يبحثون عن حل من الشرق والغرب، ومن الداخل والخارج، بوسطاء من هنا وهناك، ولكن على غير هدى، فلا هم مؤهلين لإيجاد حل، ولا الحل الذي يسعون إليه ينتج خيراً. فيما أن الحل واحد، هو أن يتوجه الجميع بقلوبهم وكل جوارحهم نحو تحكيم شرع الله في نظام الخلافة الذي أوجبه الله رب العالمين.

رابعاً: إن الأطراف كلها تبحث عن الحل في كل مكان إلا في الإسلام! رغم أن الحل الوحيد هو في إقامة الخلافة، فيما نرى قادة الفريقين غير مقبلين على الخلافة وأهلها لسبب أو آخر. بل إننا ندرك أن أحدهم سيصفنا «أننا أناس يحلمون»، ويصفنا آخر «غر هؤلاء دينهم»، ويصفنا ثالث «أننا نعيش في غير هذا العالم الذي تتحكم فيه أميركا والغرب»، ويختم رابع بالقول «إن الخلافة كانت وانتهت ولن تعود»… . ولكننا في الوقت نفسه ندرك أن الله سبحانه يقول: (وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *