العدد 20 -

السنة الثانية – العدد الثامن – جمادى الأولى 1409هـ، الموافق كانون الأول 1988م

يفعلون ما يؤمرون

بقلم: رئيس التحرير

أخي القارئ،

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

إنّ من الذلّ بمكان أن تصبح مقدّرات بلاد المسلمين وأرزاقهم نهباً لدول الكفر وعملائها دونما رقيب أو حسيب. فمنذ أن أحكم الغرب الكافر سيطرته على العالم الإسلامي من خلال الحكّام الذين نصّبهم حماةً  لوجوده وسيفاً مصلتاً على رقاب المسلمين، وأموال المسلمين ومقدّرات بلادهم أصبحت نهباً لهؤلاء الحكّام يتصرّفون بها حسب أهوائهم وما يؤمرون به من قبل أسيادهم عابثين بأموال المسلمين وحقوقهم ومقدّرات بلادهم غير عابئين بمشاكل أمتهم ونكباتها.

لقد ابتدع الحكام أساليب شتّى في هدر أموال المسلمين، حتى أصبحوا أخيراً بنكاً مموِّلاً لمشاريع أميركا وبريطانيا وفرنسا وغيرها من دول الكفر والاستعمار أعداء الإسلام والمسلمين، فعندما تُريد أميركا أو بريطانيا أن تمرّر أحد مشاريعها الاستعمارية يكون دائماً المموِّل لهذا المشروع حكّام العالم الإسلامي.

بالأمس القريب مشروع شراء طائرات «الأواكس» لا ليستخدمها المسلمون، بل أُمروا الحكّام بشراء هذه الطائرات لتتمكن أميركا من التجسس على المسلمين والعالم الإسلامي. تصوّروا: طائرات تُشترى بأموال المسلمين وتحلق في أجوائهم ولا يملك من اشتراها أي سلطة عليها، طاقمها أميركيون وتحلّق بإمرة الأميركيين، طائرات اليهود تمرُّ تحت رقابتها وتضرب تونس وتغفل أو (تتغافل) عنها هذه الطائرات الرادارية، إنها لإحدى الكُبَر!!

وأخيراً قرّر مجلس هيئة الأمم المتحدة، الذي أسسته دول الكفر لإضفاء الشرعية الدولية على المخططات التي تخططها ضد المسلمين والعالم الإسلامي، قرّر نقل إحدى جلساته من نيويورك إلى جنيف. فكانت المشكلة المطروحة هي: من سيقوم بتغطية نفقات عملية النقل والتي ستكلّف الأموال الطائلة؟ حكّام العالم الإسلامي بالطبع تكفّلوا (بل بالأحرى أُمروا) بتغطية كامل النفقات وكأنّما هم البنك الخيري الذي يموِّل نفقات العالم الفقير (أوروبا وأميركا)!!

أخي القارئ،

إن واقع هؤلاء الحكّام العملاء والخونة لتقشعِّر منه الأبدان. مئات آلاف المسلمين يموتون جوعاً في أفريقيا وآسيا وغيرهما يستجدون المؤسسات التنصيرية ودول الكفر.. بينما أموالهم وحقّهم في مقدّرات بلادهم نهبٌ لهذا الحاكم أو ذاك بينما لو أنفق جزءاً من أرباح البترول فقط (عدا أموال المعادن وخيرات بلادنا) على المسلمين لما بقي فقيرٌ واحد من أبناء هذه الأمة.

إن مقدّرات وأرزاق وخيرات بلاد هذه الأمة، التي وهبها الله لها من بترول ومعادن وغيرها ليست ملكاً للحكّام وحدهم بل هي من المرافق العامة التي لكل مسلم الحقّ فيها. فإلى متى سيبقى هؤلاء العابثون بمقدّرات المسلمين يرتعون ويلعبون بمصير هذه الأمة. وإلى متى سنبقى أذلاّء نرى الباطل ونسكت عنه. متى سينهض المسلمون، ويحطّمون أركان أنظمة الكفر المتحكّمة برقاب المسلمين وحرّاسها. ولكن دائماً أملنا بالله كبير ]أَلَيْسَ الصُّبْحُ بِقَرِيبٍ[.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *