العدد 18 -

السنة الثانية – العدد السادس – ربيع الأول 1409هـ، الموافق تشرين الأول 1988م

صناعة العملاء

بقلم: سمير الزين

بعد أن فشل الغرب في الانتصار على الدولة الإسلامية عسكرياً، وبعد أن مني بالهزيمة تلو الهزيمة أمام جيش المسلمين الجرار. لجأ الغرب إلى أخبث الأساليب تدميراً وتأثيراً ألا وهي إعداد ثلة من أبناء المسلمين بالفكر الغربي وأدبه، الذين استدعاهم للدراسة في بلاده، وملأ عقولهم بالثقافة الغربية، وجعل منهج تفكيرهم هو المنهج الغربي الكافر. فعندما عاد هؤلاء المضبوعون بالثقافة الغربية وأفكارها، هيأ لهم الغرب الأجواء ليتبوأوا أعلى المراكز في العالم الإسلامي مما سهل لهم مجال التأثير والتوجيه.

فكان هؤلاء الشباب، هم الجيش الذي استخدمه الغرب الكافر لغزو بلاد المسلمين وهدم كيان دولتهم. وفعلاً بعد أن هدمت الدولة الإسلامية تسلم هؤلاء العملاء أعلى المراكز ولا زالوا. وهذا ما أثبتته الوقائع، ولنسمع قول أحد أعداء الإسلام الذين أشرفوا على صناعة هؤلاء العملاء وهو جان بول سارتر.

يقول جان بول سارتر في مقدمة صدر بها كتاب فرانس قانون «معذبو الأرض» مشيراً إلى أسلوب صناعة المفكر الشرقي في الغرب، ومجال استخدامه: «كنا نحضر رؤساء القبائل وأولاد الأشراف والأثرياء والسادة من أفريقيا وآسيا، ونطوف بهم بضعة أيام في امستردام ولندن والنرويج وبلجيكا وباريس، فتتغير ملابسهم، ويلتقطون بعض أنماط العلاقات الاجتماعية الجديدة، ويتعلمون منا طريقة جديدة في الرواح والغدو، ويتعلمون لغاتنا وأساليب رقصنا، وركوب عرباتنا، وكنا ندبر لبعضهم أحياناً زيجات أوروبية، ثم نلقنهم أسلوب الحياة الغربية… كنا نضع في أعماق قلوبهم الرغبة في أوروبا، ثم نرسلهم إلى بلادهم وأي بلاد!؟ كانت أبوابها مغلقة دائماً في وجوهنا، ولمن نكن نجد منفذاً إليها، كنا بالنسبة إليها رجساً ونجساً، ولكن منذ أن أرسلنا المفكرين الذين صنعناهم إلى بلادهم، صرنا نصيح من امستردام أو برلين أو باريس «الإخاء البشري» فيرتد رجع أصواتنا من أقاصي أفريقيا أو الشرق الأوسط أو شمالي أفريقيا كنا نقول: ليحل المذهب الإنساني أو دين الإنسانية محل الأديان المختلفة، وكانوا يرددون أصواتنا هذه من أفواههم، وحين نصمت يصمتون، إلا أننا كنا واثقين من أن هؤلاء المفكرين(!!) لا يملكون كلمة واحدة يقولونها غير ما وضعنا في أفواههم».

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *