العدد 18 -

السنة الثانية – العدد السادس – ربيع الأول 1409هـ، الموافق تشرين الأول 1988م

أخبار المسلمين في العالم

إسرائيل تطلق قمراً اصطناعياً للتجسس

المغضوب عليهم (اليهود) قاموا بإطلاق قمر اصطناعي تجسسي، وقالت الأخبار التي سربوها أن هذا القمر هو تجريبي وسوف تعقبه عمليات إطلاق لأقمار أكثر تطوراً وأكبر حجماً وأطول مدى. وهذا يعني أن جيوش المنطقة أصبحت عورة وكذلك بترولها وسلاحها وقصورها وبيوتها والبشر والحجر.

فماذا أعدت المنطقة المحيطة باليهود من المحيط إلى الخليج لمواجهة هذا التحدي الاستراتيجي؟ الجواب أنها كانت السباقة في إطلاق الأقمار الاصطناعية. ألم تشتر قمراً اصطناعياً قبل أعوام؟ ثم ألم تستأجر صاروخاً فرنسياً لوضعه في مداره حول الأرض؟ بلى وأكثر من ذلك أن نقمة الألعاب الأولومبية التي نزلت علينا من (عربسات) هي إحدى ثمار هذا العمر، أرأيتم كيف يكون السباق؟ من أين كان يمكننا التقاط الألعاب وبثها في وقتها لولا وجود هذا القمر؟ أليس الهاء الصغار والكبار وتسميرهم أمام شاشات التلفزيون هو من ضمن السياسة المرسومة؟

المشكلة لن تقف عند هذا الحد بل سيأتي يوم ليس ببعيد وسوف يخيفوننا من قمر اليهود هذا وأقمارهم اللاحقة، وسيقولون لنا: إياكم أن تطلقوا رصاصة أو حجراً على اليهود لأن عندهم أقماراً تكتشفكم وأنتم تلتقطون الحجر، وحتى قبل أن تقذفوه، فلا تستدرجونا إلى معركة معهم ونحن لم نكمل الإعداد والاستعداد حتى يتم الوصول إلى توازن استراتيجي مع اليهود.

لقد سبق وأن حاولوا إخافتنا من قدرة إسرائيل على صناعة القنابل النووية حتى يكون ذلك مبرراً للقعود عن محاربتها وإزالتها، وجاءت الأيام لتثبت أن هنالك معادلات يصعب فهمها، وتصعب مواجهتها، فالطفل والحجر ليسا بحاجة إلى قنبلة ذرية حتى تواجههم إسرائيل وليسا أيضاً بحاجة إلى قمر اصطناعي ولا إلى صاروخ عابر للقارات. إسرائيل ليست معجزة القرن ولا هي لغز يصعب حله، يكفي أن ترفع الحواجز والسدود التي تمنع أبناء الأمة من الوصول إليهم وسوف نرى العجب العجاب حين يفرون من أوكارهم تاركين أسلحتهم الحديثة أو القديمة، بل سوف لن يتذكروا أن عندهم أسلحة حديثة من هول المفاجأة، وإذا حصل وحاولوا استعمال الأسلحة المتطورة فلن يستعملوها ضد القوة الملتحمة معهم لأنهم يبيدون أنفسهم بذلك. لذلك أن قوتهم كمن فقط في اطمئنانهم للحدود الآمنة والسياجات المتعددة التي تحيط بهم كالسوار وتمنع من وصول الأبطال المؤمنين إليهم.

راهبات ثوريات!!؟

في ليبيا: طلع علنيا نظام القذافي ببدعة جديدة وهي ما يسمى (الراهبات الثوريات)، حيث أعلنت عائشة جلود أنها قررت إعلان نفسها (راهبة ثورية) وذلك عبر الإذاعة والتلفزيون الليبي، وأعلنت أيضاً أن (الراهبات الثوريات) أصبحت في ليبيا بالآلاف وأنهن يكرّسن أنفسهن لقضية أكبر من الزواج، وأنهن يردن (استفزاز الرجل العربي المهزوم والخانع لكي يعود إلى سلاحه وينزل إلى ساحة النضال) هذا الكلام المضحك المبكي في آن الذي قام بإعلانه القذافي ودفع إحدى النساء لتبنيه وإعلانه يشير إلى سخافات وتناقضات عديدة. فأولاً لا رهبانية في الإسلام، وهذه الرهبانية التي ابتدعوها هي إحدى صرعات هذا الموسم، ثانياً أن قوله (الرجل العربي المهزوم والخانع) مردود عليه فمن الذي هزم (الرجل العربي) وزاد من خنوعه غير الحكام من أمثاله ممن تغص سجونهم ومعتقلاتهم بالرواد، ثم بالنسبة إلى دعوته للرجل العربي للعودة إلى سلاحه، أين هو سلاحه؟ متى أعطيتموه هذا السلاح، إنكم وأمثالكم تطاردون من يحمل بندقية صيد الطيور، أما عن دعوته للرجل العربي للنزول إلى ساحة النضال، فعن أية ساحة يتحدث هل يقصد ساحة أوزو في تشاد؟ ربما من يدري!

معاناة

في السودان: تتكرر مأساة الاستنجاد بالغرب وبالدول الكافرة لكي يؤمّنوا الغطاء والكساء والقوت لمنكوبي الفيضانات، وقبلها استصرخنا العالم ومنظمة الأغذية الدولية لمواجهة الجفاف والجراد، ويلكم ماذا دهاكم؟ أيموت جائع وحوله الذهب قناطير منقطرة؟ السودان بلد النيل بفروعه الأبيض والأزرق وعطبره التي تغطي ثلثي مساحة أرضه يشكو من الجوع. لو سلمنا جدلاً أن أرض السودان أصبحت عقيمة فما بال جيرانها من المسلمين وهم تجار الذهب الأسود، من المؤكد أن إنتاج يوم واحد النفط كفيل بتغطية ما يحتاجه السودان أو أي قطر يشكوا من الكوارث، أم أن البيت الأبيض لم يسمح بعد؟! إن أهل السودان وقد عضهم الجوع بنابه يفترض فيهم أن يبدأوا بأول مسبب لإهمالهم أي زعمائهم ثم ينطلقوا كالسيل الجارف نحو جيرانهم يمنة ويسرة، لأن الجوع لا يرحم، وهو أكبر دليل على عجز وتقصير وخيانة الحاكمين، وأكبر حافز للناس على دق أعناق مجوعيهم؟ أما آن لهذا المارد أن ينطلق؟.

انعدام النخوة والشهامة عند حكام مصر

في مصر تم تسليم خمسة ضباط صوماليين يدرسون في مصر إلى الصومال وقامت الصومال بإعدامهم، وقد طلب هؤلاء التلامذة الضباط حق اللجوء من مكتب الأمم المتحدة ولم ترجهم الأمم المتحدة ولا مصر، ولم يقتصر هذا على الصوماليين، بل قامت بتسفير ثلاثة عراقيين وبحرينياً إلى بلادهم رغماً عنهم، ومعروف سلفاً ما هو مصيرهم، وهذا التصرف عدا عن كونه ينم عن انعدام النخوة والشهامة التي كان يتمتع بها حتى عرب الجاهلية حينما كانوا يجيرون الملهوف، وعدا عن كونه مخالفاً للإسلام الذي يتجاهلون أحكامه، فإن حكام مصر تجاهلوا اسطوانة أسيادهم التي تتغنى بحقوق الإنسان وبأعراف بالية لا يحترمها حتى واضعوها، ولم تصدر أية معارضة أو احتجاج على تصرف النظام في مصر من قبل مدعي الحرص على حقوق الإنسان.

إلى متى سيبقى الاستذلال والتسلط الأميركي علينا؟

قال مسؤول أميركي: «يجب أن يعرف العالم بشكل قاطع أن الولايات المتحدة لن تتخلى عن لبنان».

وفي نفس الأسبوع صرح أحد زعماء لبنان قائلا: «إن مجيء مورفي إلى منطقة الشرق الأوسط يبشر بالخير».

وقديماً قال الشاعر:

ما كانت الحسناء تهتك سترها

لو أن في هذه الجموع رجالاً

حينما بدأت أميركا بالتسلل إلى العالم الإسلامي مع نهاية الحرب العالمية الثانية لم تكن تسفر عن وجهها ولا عملاؤها كانوا يسفرون أما الآن فقد أصبح كل شيء على المكشوف وتحت مسميات مختلفة مثل: الصداقة، المصالح المشتركة، المصالح الحيوية في الخليج، أصدقاؤنا في مصر. ومبعوثو أميركا لا تخلوا منهم المنطقة في صيف أو شتاء، ومنهم (المكوكي) ومنهم الطارئ، هذا عدا عن السفراء المقيمين 24 ساعة على 24. فإلى متى سيبقى هذا الاستذلال والتسلط؟ متى نشعر أميركا وغيرها أننا بلغنا سن الرشد، وأن عندنا رجالاً قادرين على منع تدخلاتها في شؤوننا الداخلية؟ ألم يبق إلا رعاة البقر ومحترفو الإجرام حتى يرسموا لنا سياستنا ويتابعوا تنفيذها.

ماذا يجري في الجزائر؟

في يوم الرابع من تشرين الأول، اضطربت الجزائر وكأنها بركان ينفجر فجأة، تناقلت الأخبار أن النظام الجزائري قتل 500 من المسلمين المطالبين بالتغيير. وانتقلت المصادمات إلى مدن جزائرية أخرى، ونقلت الأخبار أن حركة إسلامية تُدعى (حركة التجديد الجزائري) وجهت إنذاراً إلى السلطات مدته 24 ساعة لكي (تتوقف أعمال ذبح إخواننا). وأفادت بعض الأخبار أن المتظاهرين هتفوا بالمطالبة بإقامة جمهورية إسلامية في الجزائر.

وظهر على شاشة التلفزيون الجزائري وزير الداخلية الجزائري وهو يناشد الناس على وقف العصيان، وكان يتحدث بلهجة متباكية، ولقد برز من إعلام الدولة الجزائرية أنه يحاول إظهار العصيان بأنه تخريب للمرافق العامة حتى يصرف الأذهان عن حقيقة الوضع هناك. وعلى ذمة وكالة فراسن برس، فقد نقلت أن المتظاهرين المسلمين انقسموا إلى فريقين منذ يوم الجمعة 7 تشرين الأول: يسير على خطى الإخوان المسلمين في مصر ويدعو إلى التفاوض مع السلطات الجزائرية، والآخر يدعو إلى العصيان حتى إسقاط النظام.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *