العدد 15 -

السنة الثانية – العدد الثالث – ذو الحجة 1408هـ، الموافق آب 1988م

إلى متى

عندما أعلنت بريطانيا انسحابها من فلسطين في أيار 1948، تاركة وراءها دولة لليهود وعندما أعلنت عصابات (الهاغاناه) و(شتيرن) عن إنشاء (دولة إسرائيل) على أرض فلسطين، قالوا ـ حكام العرب ـ إنهم سيطردون العصابات ويعيدون فلسطين إلى أهلها.

وعندما قالوها، تدافع أهالي فلسطين هاربين منها بانتظار التحرير.

وقبل أن يذهبوا، قالوا إن مهمتهم لن تكون سوى نزهة لجيوشهم الجرارة ولن تأخذ أكثر من ساعات معدودة.

وعندما سقطت فلسطين إلا أجزاء متفرقة هنا وهناك احتلتها الجيوش العربية كل بحسب الدور المرسوم له، قالوا ـ أيضاً حكام العرب ـ لن نهدأ حتى نعيد (الوطن السليب) إلى أهله.

وعندما ظهر لنا ـ الأمة ـ التواطؤ قلنا إنها خيانة، ثم سكتنا…

ثم سقط ما تبقى من فلسطين، وسقط ـ فوق ذلك ـ سيناء والجولان، وقالوا كذلك لن نهدأ حتى نعيد الضفة وسيناء والجولان.

ونسينا نحن (الوطن السليب)…

وكذلك تكشفت لنا الخيانات، ورغم ذلك سكتنا…

قالوا: لا صلح، ولا اعتراف، ولا مفاوضة، ورددنا: لا صلح، لا اعتراف، لا مفاوضة.

قالوا: هذه منظمة لمحاربة (إسرائيل) واستعادة الأراضي المحتلة، وقالت المنظمة: لا يحرر فلسطين إلا أهلها، ففرحنا وأقبلنا نناضل.

وفرحوا ـ الحكام ـ لأن مسؤولية تحرير فلسطين نزلت عن كاهلهم.

قالوا بالكفاح المسلح، وقالوا إنها لثورة حتى النصر، وردّدنا.

ثم قالوا: انتصرنا، وردّدنا بدون وعي: نهم انتصرنا.

ثم يقولون اليوم: لا نستطيع محاربة إسرائيل لأنها أقوى منا، ووقع في روعنا فعلاً أنها لا يمكن محاربتها.

يقولون: إن في إسرائيل قنابل ذرية، وخفنا على أنفسنا منها إذ ما عسانا نفعل؟

وانتفض أهل فلسطين، وقالوا لن نهدأ حتى نزيل إسرائيل من الوجود، فقالوا: إن الانتفاضة كانت أكبر عامل في دفع مسيرة (السلام).

يقولون: نريد المفاوضة، نريد الأرض مقابل السلام، نريد الاعتراف. ونحن ليس لنا موقف، غير أننا نتمنى أن يتنازل لنا اليهود بذلك عن بعض أرض فلسطين.

يقولون: نفاوض تحت مظلة دولية، وسكتنا…

يقولون: نريد فقط أراضي ما بعد العام 1967، وسكتنا…

يقولون: إن قرارات مؤتمر الجزائر ـ التي حددت المؤتمر الدولي خياراً للجميع ـ أعطت (بعداً جديداً للنضال)، وكذلك صمتنا دون تعليق…

قالوا: مستعدون للاعتراف، مستعدون للصلح، مستعدون للمفاوضة، لو توافق إسرائيل! عجباً!

رسول الله صلى الله عليه وسلم  يقول: «لا تقوم الساعة حتى يقاتل المسلمون اليهود فيقتلهم المسلمون، حتى يختبئ اليهودي من وراء الحجر والشجر، فيقول الحجر أو الشجر يا مسلم يا عبد الله هذا يهودي خلفي فتعال فاقتله».

إنهم يستخفون بالأمة، وهي تركت لهم الحبل على الغارب،

ولكن… إلى متى؟!q

رئيس التحرير

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *