العدد 14 -

السنة الثانية – العدد الثاني – ذو القعدة 1408هـ، الموافق تموز 1988م

كتاب (الشهر)

 الكتاب: اتجاهات التفسير في العصر الحديث

المؤلف: عبد المجيد عبد السلام المتحسب.

الناشر: مكتبة النهضة الإسلامية ـ عمان ـ الأردن

1402هـ 1982م.

بعد تمهيد مقتضب عرض فيه المؤلف حالة المسلمين مع أواخر الدولة العثمانية ونشاط المبشرين والمستشرقين في حربهم للإسلام والمسلمين وإلى جانب الحروب العسكرية والاقتصادية يقدم المؤلف لبحثه: “والتفاسير التي خلَّفها المسلمون كثيرة، وقد تكفي وتسد حاجة المسلمين ولكن الصعوبة في فهمها دفعت بعض المسلمين لتفسير القرآن الكريم، وسار هؤلاء في اتجاهات بسبب العصر الهابط الذي يعيشونه…”.

فلأول مرة في تاريخ المسلمين نرى أنظمة وأفكاراً وثقافة غير إسلامية تتسرب إلى ديار الإسلام أولاً في هدوء وتدرج ثم لا تلبث أن تفرض فرضاً على المسلمين بقوة السلام وبدعم الجيوش الجرارة، وليس غريباً أن يكون من بين اتجاهات المفسرين اتجاه سلفي يرتبط بالقديم ويُعد استمراراً له. وهذا الاتجاه بالرغم من أنه يلتزم طريقة السلف المفسرين رحمهم الله إلا أن أصحابه خرجوا بنتائج يعرض لها المؤلف ويبرز كيف تأثر بعض هؤلاء المفسرين حين خاضوا في تفسير القرآن بالحضارة الغربية، والمفاهيم الغربية “ولقد اخترت ثلاثة تفاسير مشهورة تمثل هذا الاتجاه تمثيلاً إن لم دقيقاً فهو قريب من الدقة وهذه التفاسير هي:محاسن التأويل للقاسمي، والتفسير الحديث لمحمد عزَّة دَرْوزه والتفسير القرآني لعبد الكريم الخطيب”.

اتجاه عقلي

ورأيت أن إفراد الفصل الثاني لدراسة اتجاه الشيخ محمد عبده في التفسير وهو اتجاه عقلي توفيقي يوفق بين الإسلام وبين الحضارة الغربية.

ولتوضيح هذه المدرسة يشير المؤلف إلى نقاط:

أولاً: تمجيد الغرب له والإشادة به وبما أداه الاستعمار الغربي من خدمات… يقول H.I.R.Jub محمد عبده كان يرفض قبول مبدأ السلطة أو التقليد. وهذا الرأي كان بمثابة خشبة إنقاذ للنـزعة العلمانية الجديدة…

ثانياً: تأثر نزعته الإصلاحية بمفاهيم الفكر الرأسمالي بشكل قوي.

ثالثاً: علاقته المريبة بللورد كرومر وبالمستشرقين ورجال الفكر الغربي، ومواقف منها:

1- تأسيس جمعية للتقريب بين الأديان الثلاثة مع القس إسحاق تيلر.

2- ثناؤه على سياسة الإنكليز في التسامح والعدل…

ثم يتعرض المؤلف لمحمد عبده مطولاً متوقفاً مع أسلوبه في التفسير ومع تفسيره وكان مما تعرض له أنه قد خالف منهج كثير من المفسرين حين أقحم نفسه في الجزئيات والتفصيلات التي أبهجها الله سبحانه وتعالى في كتابه الكريم، من مثل:

(الطير الأبابيل هي المكروب وحجارة من سجيل هي الجراثيم).

تأثره بالمعتزلة بمبدأ التحسين والتقبيح العقليين.

حملته على التقليد والمقلدين واعتباره جموداً.

إنكاره السحر: (وَمِنْ شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ) والنفاثات في العقد هي هنا النمامون المقطعون لروابط الألفة.

إنكاره بعض الأحاديث الصحيحة.

جعل الملائكة بأنها لا تعقل وتشبيه الملائكة وإبليس بأنها عبارة عن قوى (إن إخبار الله الملائكة بجعل الإنسان خليفة في الأرض هو عبارة عن تهيئة الأرض وقوى هذا العالم وأرواحه…).

التوفيق بين الإسلام والحضارة الغربية.

إباحة ربا الفضل.

إنكار تعدد الزوجات للمصريين (أما والأمر على ما نرى فلا سبيل إلى تربية الأمة مع فشو تعدد الزوجات فيها).

فتوى لأهل الهند بالعمل بالقوانين الإنكليزية.

الفصل الثالث جعل لنقاش الاتجاه العلمي لتفسير القرآن فيتحدث عن هؤلاء المفسرين وتفاسيرهم من مثل الفخر الرازي، البيضاوي، نظام الدين القمي النيسابوري، الزركشي السيوطي، أبو الفضل المرسي هذا من حيث القديم أما الحديث فيتناول محمد عبده، محمد جمال الدين القاسمي، محمود شكري الآلوسي، الشيخ الطنطاوي الجوهري، عبد الحميد بن باديس مصطفى صادق الرافعي ويتناول مواضيع للبحث مثل (التفسير العلمي للآيات الكونية في القرآن) (الإسلام والطب الحديث)، (بحوث في تفسير القرآن)، (سورة العلق)، ويناقش ما جاء فيها من آراء ومعان كما يعرض للمنكرين للتفسير العلمي أمثال أبي حيان الأندلسي، الشاطبي، محمد رشيد رضا، الشيخ محمود شلتوت، الشيخ محمد مصطفى المراغي، محمد عزة دروزة، أمين الخولي، الدكتور شوقي ضيف

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *