العدد 369 -

السنة الثانية والثلاثين، شوال 1438هـ، الموافق تموز 2017م

مآسي المسلمين الإيغور تلاحقهم في أرض الكنانة!

مآسي المسلمين الإيغور تلاحقهم في أرض الكنانة!

 

دخل الإسلام بشكل مكثّف إلى أقاليم الصين الحالية في عهد الخليفة الأموي عبدالملك بن مروان (86هـ –705 م)، وشكّلت كل من تركستان الشرقية، وتركستان الغربية بلادًا واحدة تُعرف باسم تركستان، إلاَّ أن وقوعها تحت الاستعمار من قِبل روسيا والصين، اللتين تصارعتا على امتلاكها لأكثر من 200 سنة، أدّى إلى تقسيمها وتجزئتها إلى جزءين، الأول يعرف باسم تركستان الشرقية، أو «الصينية»، والجزء الآخر الذي يتمثل بالجمهوريات الإسلامية المستقلة عما كان يسمى بالاتحاد السوفياتي سابقًا، وهي أوزبكستان، وكازاخستان، وقرغزستان، وتركمانستان، وطاجيكستان. وقد عانى مسلمو تركستان الشرقية من مآس متتالية، لا سيما بعد أن حقق ماوتسي تونغ سيطرة شاملة على الصين عام 1949م.

إلا أن مآسي مسلمي تركستان الشرقية تجاوزت حدود الإقليم هذه المرة لتصل إلى أرض الكنانة، حيث شنت أجهزة الأمن المصرية، حملة اعتقالات مكثفة بحق عدد كبير من طلاب تركستان الشرقية (الأويغوريين)، والمتواجدين بمصر بغرض الدراسة في جامعة الأزهر، ومن ثم اقتادتهم إلى مقار احتجاز مجهولة، دون تمكينهم من التواصل مع المحامين، أو عرضهم على أي جهة قضائية، أو إخطارهم بسبب اعتقالهم. وقد جاءت هذه الحملة بعد مرور أقل من شهر على زيارة نائب وزير الأمن الصيني القاهرة، وتوقيعه اتفاق مشترك لمكافحة الإرهاب والتنظيمات المتطرفة مع وزير الداخلية المصري، حسبما أفادت المنظمة العربية لحقوق الإنسان في بريطانيا.

وأشارت المنظمة إلى أن السلطات الصينية طالبت في أوقات سابقة الطلاب الأويغوريين بإنهاء دراستهم في الأزهر والعودة إلى تركستان، مع التهديد باعتقال ذويهم المقيمين في تركستان في حال امتناعهم عن تنفيذ ذلك القرار، كما سبق أن طالبت الحكومة الصينية حكومات الدول الإسلامية بتسليم أي مواطن أويغوري يعيش على أرضها بحجة أنهم مطلوبين أمنيًا.

وذكرت المنظمة أنه منذ ثماني سنوات، شهدت مدينة أورومتشي، عاصمة إقليم تركستان «عمليات عنف حكومي ضد السكان نتج عنها مقتل 200 شخص واعتقال 1500 على الأقل من الأويغوريين، حين خرج العديد من سكان الإقليم المسلمين في 5 يوليو/تموز 2009م في تظاهرات احتجاجية على الممارسات القمعية التي يتعرضون لها، وخاصة مع سعي الحكومة الصينية للقضاء على هويتهم الإسلامية، متمثلًا في حظر إقامة شرائعهم بحرية، وإغلاق الآلاف من المساجد، واعتقال النساء اللواتي يرتدين الحجاب الإسلامي، وحظر صيام شهر رمضان».

ولفتت المنظمة إلى «العديد من المجازر والمذابح الأخرى بحق مسلمي الإقليم على مدار السنوات الماضية، منذ الإعلان عن ضمه لجمهورية الصين الشعبية، والتي راح ضحيتها أكثر من مليون ومائة ألف شخص، وأبرزها المجزرة التي تلت إعلان تأسيس جمهورية الصين مباشرة عام 1949م، ومجزرة كاشغر عام 1966م، ومجزرة بارين عام 1990م، ومذبحتي مسجد خان أريق بمدينة خوتان ويلكيكي عام 2013م، ومذبحة مدينة أقسو عام 2014م». وأوضحت أن العديد من المنظمات الدولية تتهم «الحكومة الصينية بإجراء تجارب نووية شمال إقليم تركستان، ما يشكل خطورة كبيرة على حياة ساكنيه، خاصة بعد إصابة العديد منهم بالإشعاعات النووية، فضلًا عن تلوث التربة والهواء».

الوعي: لقد كانت الخلافة الإسلامية عبر التاريخ حصن الإسلام والمسلمين، كما كانت ملاذًا للمضطهدين والمظلومين للناس على مختلف انتماءاتهم الدينية والمذهبية، ومع فقدانها تحول المسلمون أنفسهم إلى نازحين تقطعت بهم السبل في بلادهم، وإلى لاجئين في الغرب الذي يضغط عليهم بكل شدة لتذويب هويتهم ومسخ عقيدتهم؛ لذلك ما لم يتخذ المسلمون إقامة الخلافة قضية مصيرية لهم، فإن مصيرهم كأمة سيبقى مهددًا، سواء من خلال عمليات القتل الجماعي والعشوائي، أم من خلال عمليات تذويبهم الممنهجة في مرجل الحضارة الغربية، وسيستمر بؤس المسلمين ويزيد، من غير رقيب أو حسيب. يقول الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم «إنما الإمام جنة يقاتل من ورائه ويتقى به» رواه مسلم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *