العدد 365 -

السنة الواحدة والثلاثين، جمادى الآخرة 1438هـ، أذار 2017م

تَعالَى الشامُ بالإيمانِ نورًا…

تَعالَى الشامُ بالإيمانِ نورًا…

أبو محمد المقدسي

وليلُ الشام مسوّدٌ طويلُ

أثارتْهن ثاغيةٌ خذولُ

كأيديهمْ يشبُّ ويستطيلُ

دمارٌ لا شبيهُ ولا مثيلُ

إلى فرعونَ وامتدَّ الرحيلُ

وإن حَنقُوا يواسيهمْ قتيلُ

على آذانهمْ وترٌ جميلُ

ولا عجبٌ معتقةٌ تسيلُ

تأجّجهُ إذا انتشقُوا مليلُ

فما من بقعةٍ إلا تهولُ

وحام غرابُ بينٍ و العويلُ

محرمةٌ يُدنِّسكِ الدخيلُ

وأرضك جنةٌ وحصاك لُولُو

وحقلك مقفرٌ وبَنُوكِ غِيلُو

وفي ترْديدِها نغمٌ عليلُ

حصونٌ لا تزعزعها السيولُ

وخانهمُ المنافقُ والسَلُولُ

مُطاعٍ لا يخلُّ به العميلُ

كِذابٌ خابَ ذو بِرَةٍ ذلولُ

حماةٌ يَستهيمُهُم الصهيلُ

هزبرٌ تستفزُّ له الذيولُ

تحدث عن تأسّيه الجليلُ

لأنفسكم على عللٍ قؤولُ

قلوبهم وأُخرمت العقولُ

بأعناق الكماةِ بأن يصُولُوا

ترى مستصرخًا وتقول قِيلُوا

وموعظةً بما أكل الأكُولُ

فإنهما العقيدةُ والأصُولُ

وعند الوصل لم يخِبِ الوصُولُ

إذا لم يقضِ فيها عزرائيلُ

أدلهمَّ الصبحُ واحتدم الأصيلُ

وضاربةٌ بقارعها الطبولُ

وإن لكل ذبّال ذُبولُ

ولما يقدروا والكيدَ نِيلُوا

بحاسمةٍ وحطمهُ الذُهولُ

بما عانى جدُودكمُ الرُذولُ

تكسَّرُ عن وطأتها الخُيولُ

وفي اليرموك آسادٌ تجولُ

وقد ثبت المصدَّق والدليلُ

غداة الزحف ليس لها غَسُولُ

ومهر كواعب الأخرى ثقيلٌ

وذلٌ ليس يحمله الذليلُ

وتذبح قبل أن تُشوى الفحولُ

لينجو من يشدّده القَبولُ

كما هي في تقلّبها الفصولُ

فإن الأمر يومئذٍ مهولُ

خُفوقا وانعقادًا لا يزولُ

وعرشُ الله ذو أزلٍ ظليلُ

وسهلٌ بالتقاةِ له الوصولُ

وقسم من جوائزنا قليلُ

ستبزغ لن يواتيها الأفُولُ

قياداتُ الجيوش وما أخيلُ

لنا لعْنُ المدبّر والخَتولُ

وقذّافي دمشقَ لنا زميلُ

وقيل قد ذهبت نكيلُ

أقامته الملائك لا يميلُ

 

تداعواْ والتكالبُ لا يطولُ

تعاووْا كالضواري لاحباتِ

غزاةٌ في قلوبهمُ لهيبٌ

غزاةٌ مادت الغبراءُ منهمْ

غزاةٌ آبتِ الأيامُ منهمْ

يُهَدْهِدُهُمْ إذا قلقُوا عويلٌ

وإن سُرُّوا فللصاروخ لحنٌ

كؤوسهمُ من الدّمِ حافلاتٌ

وتِبْغُهمُ دخانُ الموت يُذكي

شياطينٌ تغولُ بكلّ ساح

كُسِرْتِ التاجَ يا شامَ المعالي

وكنت براثنًا وحِماك غيلًا

مياهُكِ كوثرٌ ونداك عطرٌ

فصرت فريسةً وبُناكِ هدمٌ

وطيرُك في خَوافيها نسيلٌ

ولكن الشآم بها رجالٌ

أحاط بهمْ من الشُذّاذ طوقٌ

أقادوا أنفس القتلى بأمرٍ

وفي أنشوطةِ الألقابِ مُلكٌ

أما فيكم من الماضي أباةٌ

أما فيكم من اليرموك وردٌ

أما فيكم من الأنصار آسٍ

يسوقكم بريق النقد قتلًا

ستلقوْا مثل ما لاقى عماةٌ

فإن لبيضة الإسلام عهدٌ

فسحقًا أيها الشاكي وويلًا

فإن بأبيض الثيران درسًا

فشُدّو العزم صبرًا واحتسابًا

فأنتم والمنايا في قِرانٍ

هي الآجال لا استيفاء فيها

فإن الصبر كلَّ النصرِ مهما

وإن الشام فخريةُ الأعادي

ولو حُمَّ الطواغيتُ العواتي

رموك وهكذا الأحزابُ كادوا

وهولاكو تحلَّقه هلاكٌ

ألم تتبصرُوا التاريخ فصلًا

ألم تتبصرُوا الصلبان دهرًا

فجند البدر ما زالوا ببدرٍ

فلا تستحقرنّ لهم ثباتًا

حذارِ فإن مهلكة التولّي

وقبضكمُ على الجمر انعتاقٌ

وفي الخذلان خسران وكفرٌ

وركمكمو لظى أحياء فيها

يميز الله أقوامًا جزاءً

وما الأيام إلا دائلاتٌ

إذا دنت الخلافة من دمشقٍ

وتعلو للخلافة رايتاها

لنا في دوحة الإسلام ظلٌ

أبا ياسين إن الدرب صعبٌ

نُجازى والبلاء لنا طَهورٌ

فإن لمشرق الخلفاء شرقٌ

ألا لعنات ربي نازعاتٍ

يرون الفتك ميدانًا وسوسًا

رويدك إنما القذف افتراءٌ

سيجعلكم مقال الحق قال

تعالى الشام بالإسلام نورا