العدد 405 -

السنة الخامسة والثلاثون – شوال 1441هـ – حزيران 2020م

بعد كورونا.. هل تحل الصين محل الإسلام كعدو جديد للغرب؟

توقع الكاتب الصحفي البريطاني بيتر أوبورن في مقال بصحيفة «ميدل إيست آي» البريطانية بعنوان: «هل تحل الصين محل الإسلام كعدو جديد للغرب؟» أن يسفر تفشي وباء كورونا عن انحسار العداء للإسلام، وإعادة تشكيل الجغرافيا السياسية العالمية على نحو يجعل من الصين العدو الأول للغرب. ورأى الكاتب أن نظرة الغرب للإسلام كعدو أول برزت بعيد انتهاء الحرب الباردة بين الغرب والاتحاد السوفياتي، وبعد الهجمة التي شُنَّت ضد الإسلام والتي بدأت بنظرية هنتنغتون الشهيرة التي تدّعِي حتمية صدام الحضارات؛ حيث تنبَّأ بصراع جديد بين ما اعتبره نقيضين لا يمكن التوفيق بينهما هما الإسلام والغرب. وقد اتبع ساسة الغرب مثل جورج دبليو بوش وتوني بلير هذه النظرية، ودأبت بعدها وسائل الإعلام الغربية على تصوير المسلمين على أنهم متطرفون خارجون عن القانون ويشكلون تهديدًا وجوديًا للعالم، وتصاعدت مشاعر العداء ضد الإسلام (الإسلاموفوبيا) في الغرب، مع صعود الأحزاب السياسية اليمينية المتطرفة في أوروبا وفقًا للكاتب.

وقال الكاتب إن كثيرًا من ذلك العداء البغيض ضد الإسلام قد يشهد انحسارًا بالمستقبل القريب في أعقاب أزمة تفشي وباء كورونا لعدة عوامل من بينها التضحيات العظيمة التي قدمها المسلمون، فيما يتعلق بمواجهته… وقال: بما أن الغرب يحتاج إلى عدو، وقد باتت الصين هدفه مؤخرًا، ويتم تصويرها الآن على أنها العدو الوجودي الجديد للغرب، تمامًا كما كان الأمر مع الإسلام قبل عشرين عامًا، ويتم ذلك من قبل نفس الأشخاص ونفس المعلقين بالصحف والمؤسسات الفكرية والأحزاب السياسية ووكالات الاستخبارات. وقدم المقال أمثلة على ذلك وقال إن الرئيس الأميركي دونالد ترامب اتهم الصين خلال حملته الرئاسية عام 2016 باغتصاب اقتصاد بلاده، واتهمها بالتستر على الفيروس والكذب بشأن حصيلة القتلى جراءه. وأورد المقال عدة تصريحات صادرة عن شخصيات رسمية بريطانية واستخباراتية تحمّل الصين المسؤولية عن تفشي الفيروس القاتل، ويشير بعضها إلى أن العلاقات مع بكين لن تعود كما كانت قبل تفشي الوباء. وختم بالقول «ربما نكون قد وصلنا الآن إلى نهاية الحقبة الطويلة التي كان فيها العدو الرئيسي هو الإسلام، فقد يكون الغرب قد وجد لنفسه عدوًا جديدًا الآن، وهو ما يمنح المسلمين فرصة لالتقاط أنفاسهم بحرية”.

الوعي: يبدو أن أميركا ترتب صراعها الدولي القادم على العداء مع الصين، وعلى الطريقة نفسها التي رتبتها ضد المسلمين منذ تسعينات القرن الماضي. ودافعها لذلك هو شعورها بخطر وجودي عليها منها، وهي تريد الحفاظ على تفوقها وعلى مصالحها، وعلى منع الصين من منافستها، وهي باتت ترى أن انشغالها بالعداء للإسلام يؤخرها عن مواجهتها؛ فهل ستقوم أميركا بإغلاق صفحة وفتح صفحة.    

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *