العدد 384 -

السنة الثالثة والثلاثون – محرم 1440هـ – أيلول / سبتمبر 2018م

السعودية تسير علنًا عِوجًا في تسليم فلسطين ليهود

السعودية تسير علنًا عِوجًا في تسليم فلسطين ليهود

مع خطة الولايات المتحدة للشرق الأوسط الجديد، وعملها على تغيير طبيعة الصراع في المنطقة، ترى (إسرائيل) أنها أمام فرصة تاريخية طالما انتظرتها، وهي أن تصبح جزءًا من دول المنطقة معترف بها، وهي تعوِّل على التغييرات التي تحدث في السعودية، وخاصة في السياسة الخارجية، وترى أن فيها فرصتها لتحقيق ذلك. ومن ذلك محاولات السعودية الحصول على الوصاية على القدس؛ ولذلك شهدت الأيام القليلة الماضية حديثًا غير منقطع عن هذا الخلاف، وتحاول دق إسفين بين السعودية والأردن. وفي هذا المجال:

– صرح زعيم المعارضة (الإسرائيلية) إسحاق هيرتسوغ لصحيفة «إيلاف» السعودية: »يجب أن يكون هناك دور ومسؤولية للسعودية على الأماكن المقدسة في القدس؛ بحكم كونها الدولة التي تضم أقدس أماكن الإسلام، خصوصًا أن لها تجربة في إدارة الأماكن المقدسة في مكة والمدينة .«

– قال الخبير (الإسرائيلي) في الشؤون الفلسطينية يوني بن مناحيم: إن «السعودية دخلت على خط الصراع الناشب حول السيطرة والإشراف على الأوقاف الإسلامية في مدينة القدس، بين الدول ذات العلاقة كالأردن والسلطة الفلسطينية، حيث أبلغته أوساط فلسطينية أن الرياض تبذل جهودًا لزيادة تأثيرها على المدينة؛ مما يثير غضب رام الله وعمان». وأضاف في مقاله على موقع المعهد الأورشليمي للشؤون العامة: أن «الرياض تستغل أموالها ودعمها المادي لسحب البساط من تحت أقدام رام الله وعمان، مع العلم أن المسجد الأقصى يعتبر المكان المقدس الثالث لدى المسلمين بعد مدينتي مكة والمدينة المنورة السعوديتين».

– تذكر دراسة صادرة عن مركز «بيغن السادات للدراسات الاستراتيجية» (الإسرائيلي): إن «سعي السعودية لانتزاع الإشراف على المقدسات بالقدس يهدف إلى دفع الخطة الأميركية لتسوية الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، التي يطلق عليها صفقة القرن»، ويشير كبير الباحثين في المركز «جيمس دوسر»، إلى أن الرياض، وحليفتها أبوظبي قامتا بـ «تعظيم حالة عدم الاستقرار في الأردن؛ حيث تعتقد قيادة البلدين أنه كلما زادت حالة عدم الاستقرار في البلاد انخفض مستوى ممانعة الحكم في عمان لصفقة القرن». وتشدد الدراسة على أن «السعودية ترى في الإشراف على الأماكن المقدسة مظهرًا من مظاهر «الدبلوماسية الدينية»، التي يمكن أن تعزز حضورها الإقليمي، بعد أن أنفقت السعودية على مدى أربعة عقود 100 مليار دولار لتعزيز حضورها في العالم الإسلامي السني».

الوعي: مع وصول الملك سلمان وابنه ولي العهد محمد إلى الحكم، والسعودية تسير علنًا عوجًا، فقد سقط قناع هذه الأسرة وانكشفت خياناتها بعد أن كانت متسترة. قد يظن هؤلاء، هم وأسيادهم الأميركان، أنهم في حال غلبة على الأمة، وأن عليهم أن يكسروا محرمات دينها جهارًا نهارًا؛ ولكن أنَّى لهم ذلك؟! إن هم إلا يظنُّون. فالأمة حية وقوية، وهي أوعى من كل فترة سابقة، ولها موعد مع هؤلاء وأمثالهم من الحكام، سيكون الحساب فيه عسيرًا، ولن يخلفوه بإذن الله… 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *